عودة احتفالات الميلاد إلى القدس وبيت لحم بعد انقطاع عامين
تشهد المدينتان المقدستان القدس وبيت لحم عودة أجواء الاحتفال بعيد الميلاد المجيد لأول مرة منذ عامين، في خطوة تحمل رسائل عميقة حول صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه المقدسة رغم التحديات الجسام.
إضاءة شجرة الميلاد تبعث الأمل من جديد
بعد انقطاع دام عامين بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة، أضيئت شجرة الميلاد في ساحة كنيسة المهد ببيت لحم يوم 6 ديسمبر الجاري، فيما تستعد القدس لإضاءة شجرتها في البلدة القديمة إيذانا بانطلاق موسم الاحتفالات الدينية.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة السياحة والآثار الفلسطينية جريس قمصية إن "هناك قرار فلسطيني بأن تعود هذه الفعاليات إلى سابق عهدها لإرسال رسالة إلى العالم مفادها أن هذا الشعب ينهض كطائر الفينيق من بين الرماد".
عودة تدريجية للسياحة الدينية
تشير المؤشرات إلى عودة تدريجية للسياحة الخارجية إلى الأراضي المقدسة، حيث وصل نحو 400 ألف سائح خلال عام 2025 الجاري، مقارنة بمليونين و700 ألف سائح في عام 2023 قبل اندلاع الأحداث الأمنية.
ويأمل المسؤولون في وصول نحو 100 ألف سائح إلى بيت لحم خلال أسبوع الميلاد، وهو الرقم المعتاد في السنوات العادية، مما يعكس الثقة المتزايدة في استقرار الأوضاع.
رسالة السلام من مهد المسيح
أكد رئيس بلدية بيت لحم ماهر قنواتي أن المدينة استقبلت 37 ألف شخص في يوم إضاءة الشجرة، تجمع 12 ألفا منهم في ساحة المهد، وبلغت نسبة إشغال الفنادق 70% في تلك الليلة.
وأضاف قنواتي: "قررنا إعادة الأمل لبيت لحم هذا العام مع موسم الميلاد، لندعم أهلها ولنقول لهم إن الغد أفضل ومفعم بالأمل والسلام".
الموكب البطريركي يستعد للانطلاق
تستعد المدينة المقدسة لمراسم انطلاق الموكب البطريركي يوم 24 ديسمبر من بطريركية اللاتين في باب الخليل بالبلدة القديمة إلى مدينة بيت لحم، حيث ستستقبله 27 فرقة كشفية في ساحة كنيسة المهد.
وتمثل هذه الاحتفالات رسالة قوية للعالم حول تجذر الشعب الفلسطيني في أرضه المقدسة وقدرته على حماية مقدساته الدينية والثقافية، كما تؤكد على دور فلسطين كمركز روحي مهم للمسيحيين في العالم.
تحديات اقتصادية وآمال متجددة
رغم التحديات الاقتصادية التي واجهتها المدينة، حيث ارتفعت البطالة من 14% إلى 65% وقفز معدل الفقر إلى 60%، إلا أن عودة الاحتفالات تبعث الأمل في انتعاش اقتصادي تدريجي.
وتأتي هذه الاحتفالات في إطار خطة ممنهجة عملت عليها وزارة السياحة بالشراكة مع القطاع الخاص للتأكيد لوكالات السياحة العالمية أن فلسطين جاهزة لاستقبال السياحة الوافدة من جديد.