مسؤولون أمريكيون: نتنياهو يعرقل اتفاق غزة قبل لقاء ترامب
كشفت مصادر إعلامية إسرائيلية عن تنامي القناعة لدى مسؤولين في البيت الأبيض بأن الحكومة الإسرائيلية تماطل في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بل وتعمل على تخريبه في بعض الأحيان.
ويأتي هذا التطور ليعكس تباينا حادا بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية، وذلك قبل أيام قليلة من اللقاء المرتقب بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب للعدالة من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
تسريبات تكشف الإحباط الأمريكي
نقلت القناة الإسرائيلية الـ12 عن مسؤولين في البيت الأبيض وجود انطباع بأن الإسرائيليين يشعرون بالندم على توقيع اتفاق غزة منذ فترة. وأضافت القناة أن مسؤولا أمريكيا أشار إلى أن إسرائيل تجعل تنفيذ الاتفاق أكثر تعقيدا رغم صعوبة تنفيذه في الأساس.
كما كشفت المصادر عن تباين بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق بين موقف المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف والمستشار جاريد كوشنر من جهة، وموقف نتنياهو من جهة أخرى.
وأشارت المصادر إلى أن الإدارة الأمريكية تعتزم الإعلان خلال الشهر المقبل عن مجلس سلام وحكومة تكنوقراط وقوة استقرار لإدارة القطاع.
قراءات متباينة للتسريبات
يرى الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد أن هذا التسريب موجه لأكثر من جهة. فالرسالة الأولى تستهدف الفضاء الدولي الذي يضغط على الإدارة الأمريكية لضبط السلوك الإسرائيلي، بمعنى أن الإدارة باتت تشعر بعدم الرضا عما يقوم به نتنياهو.
ولفت شديد إلى أن التحولات في الشارع الأمريكي وصلت إلى قواعد الحزب الجمهوري التي لم تعد راضية عن السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل ونتنياهو.
شكوك حول جدية الضغوط
من جهة أخرى، شكك الأكاديمي والخبير في سياسات الشرق الأوسط الدكتور محجوب الزويري في جدية الضغوط الأمريكية على إسرائيل، مؤكدا أن إدارة ترامب تتعامل مع إسرائيل كما يتعامل الأب مع ابنه، إذ تضغط عليه ثم تعطيه هدية.
وأشار الزويري إلى أن ترامب يعطي إسرائيل الضوء الأخضر لتفعل ما تريد بدون حساب أو عقاب، رغم تسريب هذه المعلومات. ولفت إلى أن ترامب تحدث عن توسيع اتفاقيات إبراهام بينما كانت إسرائيل تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار.
توقعات اللقاء المرتقب
توقع شديد أن يحاول نتنياهو في اللقاء المرتقب خلط الأوراق على الطاولة، موضحا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد فرض أجندته بدلا من تبني الأجندة المعروضة من الإدارة الأمريكية، بما في ذلك تفاصيل غزة وموضوع الضفة الغربية وحزب الله وإيران.
وحذر من أن الضفة الغربية ستكون من أهم القضايا المعروضة على أجندة اللقاء القادم، وقد يخرج من هذا اللقاء موقف حاسم يتعلق بالضفة الغربية.
وأكد الزويري أن الرئيس الأمريكي يواجه ضغوطا من الوسطاء وعليه التزامات نحو 58 دولة شاركت في دعم الاتفاق، مشيرا إلى أن ترامب محرج لأن الاتفاق يحمل اسمه، وهو لا يريد أن يخرج كأنه هُزم شخصيا أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي.