بوتين يجدد شروط السلام مع أوكرانيا ويحذر الغرب من التصعيد

في مؤتمره الصحفي السنوي الذي امتد لأكثر من أربع ساعات، أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسائل واضحة للغرب وأوكرانيا حول مستقبل الصراع الدائر، مؤكداً استعداد روسيا للحوار ولكن وفق شروطها الثابتة.

موقف روسي واضح من المفاوضات

صرح بوتين بأن أوكرانيا ترفض إنهاء الصراع سلمياً، لكنه أشار إلى وجود مؤشرات من كييف على استعدادها للحوار. وأكد الرئيس الروسي استعداده لإنهاء الصراع وفقاً للشروط التي حددها سابقاً، والتي تتضمن انسحاب القوات الأوكرانية من المقاطعات الأربع: دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا.

وفيما يخص علاقته بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حمّل بوتين أوكرانيا مسؤولية الحرب، مؤكداً أن روسيا وافقت عملياً على مقترحات ترامب وقدمت بعض التنازلات، مضيفاً أن الكرة باتت في ملعب كييف وداعميها الأوروبيين.

تحذيرات من التصعيد الأوروبي

لوّح بوتين باحتمالية نشوب نزاع عسكري واسع النطاق في حال محاولة فرض حصار على منطقة كالينينغراد، واصفاً الحديث عن مهاجمة روسيا لأوروبا بأنه هراء. وحذر من أن أوروبا ستتلاشى تدريجياً إذا لم يحدث التعاون مع روسيا.

وأعرب عن قلقه إزاء اقتراب البنية التحتية لحلف الناتو من حدود روسيا، واصفاً خطط الاتحاد الأوروبي للاستيلاء على الأصول الروسية بأنها سرقة من شأنها تقويض الثقة في منطقة اليورو.

الشراكة الاستراتيجية مع الصين

تطرق بوتين إلى العلاقات مع الصين، واصفاً إياها بالعامل الأهم في الاستقرار العالمي، مما يعكس التوجه الروسي نحو تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع القوى الآسيوية في مواجهة الضغوط الغربية.

التحديات الاقتصادية والحلول المقترحة

في الشق الاقتصادي، أشار بوتين إلى انخفاض النمو الاقتصادي إلى حوالي 1%، مبرراً ذلك بأنه تباطؤ متعمد بهدف مكافحة التضخم في ظل العقوبات، حيث من المخطط خفض التضخم إلى 6% بحلول نهاية العام.

تحليل الخبراء للموقف الروسي

يرى مدير مركز التحليلات الدولية ألكسندر كونكوف أن بوتين حرص على إرسال إشارات بعدم رفضه لفكرة السلام، لكنه لم يبد استعداداً لتقديم تنازلات حقيقية. ويضيف أن الرئيس كان واضحاً في تجديد مطالبه بتسليم المقاطعات الأربع إلى روسيا بالكامل مع الاعتراف الدولي بذلك.

من جانبه، يقول نائب رئيس معهد التنبؤ بالنزاعات ألكسندر كوزنيتسوف إن المؤتمر هدف إلى إظهار السيطرة على الوضع داخلياً وتأكيد شرعية المسار السياسي الحالي، مشيراً إلى أن تأكيد بوتين استعداده لمواجهة تكنولوجية يحمل تلميحاً بإمكانية استخدام منظومة أوريشنيك.