بوتين يرسل رسائل للغرب حول السلام الأوكراني والتفاوض
في مؤتمره الصحفي السنوي "الخط المباشر" الذي استمر أكثر من أربع ساعات، أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسائل واضحة للغرب وأوكرانيا حول شروط السلام، مؤكداً استعداد روسيا للحوار مع الحفاظ على مبادئها الثابتة.
موقف روسي واضح من المفاوضات
صرح بوتين بأن أوكرانيا "ترفض إنهاء الصراع سلمياً"، لكنه أشار إلى وجود "مؤشرات من كييف على استعدادها للحوار". وأكد الرئيس الروسي استعداده لإنهاء الصراع وفقاً للشروط التي حددها سابقاً، والتي تتضمن انسحاب القوات الأوكرانية من المقاطعات الأربع: دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا.
وفي إشارة دبلوماسية مهمة، قال بوتين إن "روسيا وافقت عملياً على مقترحات الرئيس ترامب وقدمت بعض التنازلات، وباتت الكرة الآن في ملعب كييف وداعميها الأوروبيين"، دون أن يحدد طبيعة هذه التنازلات.
رؤية استراتيجية للعلاقات الدولية
أشار الرئيس الروسي إلى أن الولايات المتحدة لم تعد تنظر إلى موسكو كخصم، بينما أوروبا لا تزال غير متوافقة مع الأولويات الأمريكية الجديدة. وحذر من أن "أوروبا ستتلاشى تدريجياً" في حال عدم التعاون مع روسيا.
كما أعرب عن قلقه من اقتراب البنية التحتية لحلف الناتو من الحدود الروسية، واصفاً خطط الاتحاد الأوروبي للاستيلاء على الأصول الروسية بـ"السرقة" التي ستقوض الثقة في منطقة اليورو.
التحديات الاقتصادية والحلول
اعترف بوتين بانخفاض النمو الاقتصادي إلى حوالي 1%، مبرراً ذلك بأنه "تباطؤ متعمد" لمكافحة التضخم في ظل العقوبات، مع التخطيط لخفض التضخم إلى 6% بحلول نهاية العام.
تحليلات الخبراء
يرى مدير مركز التحليلات الدولية ألكسندر كونكوف أن بوتين أرسل إشارات بعدم رفضه لفكرة السلام، لكنه لم يبد استعداداً لتقديم تنازلات جوهرية أو تجميد الصراع.
من جهته، أوضح نائب رئيس "معهد التنبؤ بالنزاعات" ألكسندر كوزنيتسوف أن اللقاء هدف إلى إظهار السيطرة على الوضع وتأكيد شرعية المسار السياسي الحالي، مشيراً إلى أن الخطاب لا يزال حاداً تجاه الغرب ويحمل مؤشرات عدم ثقة.
وأكد كوزنيتسوف أن تركيز بوتين على القضايا الاقتصادية والديمغرافية يعكس أهمية معالجة التحديات الداخلية رغم الظروف الاستثنائية.