مؤسسات المجتمع المدني المقدسية تدافع عن التعليم والثقافة الفلسطينية
تواجه القدس المحتلة تحديات جسيمة في قطاعي التعليم والثقافة، حيث تقوم مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية بدور محوري في حماية الهوية الثقافية والتعليمية للشعب الفلسطيني في وجه سياسات الاحتلال الممنهجة.
نقص حاد في المقاعد الدراسية
تكشف الإحصائيات عن أزمة تعليمية عميقة في القدس، حيث يضطر أكثر من 9 آلاف طفل في عمر الدراسة للدراسة خارج حدود المدينة بسبب النقص الشديد في المقاعد المدرسية. هذا الرقم في تزايد مستمر، إذ كان يقدر بـ6 آلاف طالب قبل أقل من عقد من الزمان.
يؤكد عبد القادر الحسيني، رئيس مجلس إدارة مؤسسة فيصل الحسيني، أن هناك حاجة لبناء 80 صفا دراسيا جديدا كل عام لمواكبة الزيادة السكانية، مشيرا إلى أن مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية تحاول سد جزء من هذه الاحتياجات.
دور مؤسسة فيصل الحسيني
تبرز مؤسسة فيصل الحسيني، التي تأسست عام 2002، كواحدة من أهم المؤسسات العاملة في مجال النهوض بالمدارس الفلسطينية في المدينة المحتلة. تركز المؤسسة على تطوير التعليم القائم على البحث ومهارات التفكير العليا، وتوفير بيئة مدرسية آمنة ومحفزة.
تعمل المؤسسة مع المدارس التابعة للمظلة الفلسطينية على برامج تدريبية وتطوير البنية التحتية وبرامج الدعم الطارئ، ضمن رؤية تهدف لتطوير تعليم قائم على التفكير الناقد والبحث العلمي مع تعزيز الهوية الفلسطينية.
تحديات متعددة المستويات
تواجه المؤسسات التعليمية في القدس تحديات جمة، منها بناء شبكات التضامن بين المدارس، وإطلاق حملات رفع الوعي حول المخططات التي تستهدف النظام التعليمي الفلسطيني. كما تواجه صعوبات في توفير البرامج التدريبية المواكبة للتطورات التكنولوجية.
يشير الحسيني إلى شح التمويل مقارنة بالاحتياجات الفعلية، وبطء أعمال البنى التحتية نتيجة منع العمال من الضفة الغربية من الوصول إلى القدس، مما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف.
المؤسسات الثقافية والحفاظ على الرواية
في القطاع الثقافي، يلعب المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) دورا مهما في الحفاظ على الرواية الفلسطينية من خلال الأعمال الفنية بجميع أشكالها، سواء الفنون الأدائية كالمسرح والموسيقى أو غيرها من الفنون.
يوضح عامر خليل، مدير المسرح الوطني الفلسطيني، أن المؤسسات الثقافية طورت آليات خاصة للبقاء والصمود، مشيرا إلى أن العملين المسرحيين "المنشيّة" و"فسيفساء القدس" يندرجان في إطار حماية الرواية وتعزيزها.
المراوغة الثقافية للصمود
تمرست المؤسسات الثقافية المقدسية في "فن المراوغة" وتمرير الأمور بشكل سلس دون التأثير على مجرى عملها، حيث أوجدت كل مؤسسة آلية خاصة بها للتعامل مع الواقع الصعب ومحاولات الأسرلة.
رغم ضيق مساحة العمل مع مرور الوقت، تزداد قدرة المؤسسات على التأقلم وابتكار الحلول لمواجهة التحديات المختلفة، في إطار من التفاؤل بالمستقبل وبقدرة المجتمع المقدسي على الصمود وإفشال محاولات عزله وتفتيته.